الشيخ مبارك بن محمد

الشيخ مبارك بن محمد بن خليفة آل نهيان (1935 – 2010م)

يُعَدُّ الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان واحدًا من الشخصيات البارزة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ارتبطت سيرته بمسيرة تأسيس الدولة وتطوير مؤسساتها، ولا سيما في مجالات الأمن والعمل الشرطي.

امتاز بحكمة رصينة ورؤية واضحة، أسهمتا في صياغة دوره الوطني الممتد على مدى عقود، وجعلت منه قدوة في القيادة والإخلاص والالتزام.

المولد والنشأة

وُلِد الشيخ مبارك بن محمد في أبوظبي عام 1935 ، وهو الابن الثاني للشيخ محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان، ووالدته الشيخة موزة بنت أحمد بن خلف العتيبة. نشأ في بيت عُرف بالحكمة وبعد النظر، وتشرّب منذ صغره قيم القيادة والتواضع والإقدام. اعتاد حضور المجالس التي جمعت رجالات الحكم والرأي، فنهل من خبرتهم، وتعلّم مبكرًا كيفية مواجهة تحديات الحياة بالإصرار والإيمان.

الحياة العائلية

اقترن الشيخ مبارك بالشيخة عوشة بنت شخبوط بن سلطان آل نهيان، وأنجب منها خمسة أبناء: الشيخ أحمد بن مبارك (توفي عام 2003، )، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك (وزير التسامح والتعايش2017 - اليوم، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي 1992 2013 -)، ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك (وزير الأشغال العامة 2004 – 2013، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي 2013 – 2014)، والشيخة موزة بنت مبارك، والشيخة فاخرة بنت مبارك.

أما إخوته الأشقاء فهم: سمو الشيخ حمدان بن محمد آل نهيان (نائب رئيس مجلس الوزراء سابقًا)، وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان (ممثل الحاكم في منطقة العين، وزير البلديات والزراعة الأسبق)، وسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ سعيد بن محمد آل نهيان، إلى جانب شقيقاته.

التعليم والتكوين

لم يعتمد الشيخ مبارك على التعليم الأكاديمي النظامي، بل ارتكز تكوينه المعرفي على حضور المجالس ومجالسة أصحاب الخبرة والرأي. هذا النمط من التعليم الحيّ القائم على المعايشة والملاحظة أسهم في صقل شخصيته القيادية، وزوّده ببصيرة عملية ورؤية إدارية فريدة. كما كان لقربه الدائم من الشيخ زايد بن سلطان الأثر الكبير في تكوين تجربته، حيث اعتمد عليه المؤسس في العديد من المهام حتى قبل قيام الاتحاد.

المناصب والمسؤوليات

شغل الشيخ مبارك عدة مناصب بارزة، أسهمت في بناء مؤسسات الدولة وتعزيز استقرارها، ومن أبرزها:

•    رئيس دائرة الشرطة والأمن العام (1961).

•    رئيس دائرة الشرطة والأمن العام ودائرة الجنسية والجوازات (1966).

•    الترقية إلى رتبة لواء (1968).

•    وزير الداخلية في إمارة أبوظبي (1971).

•    أول وزير للداخلية في دولة الإمارات منذ قيام الاتحاد (1971 – 1990).

•    أول رئيس لاتحاد الإمارات لكرة القدم (1971 – 1973).

المولد والنشأة

•    أسس جهاز الشرطة في إمارة أبوظبي وطوّره ليصبح مؤسسة حديثة قائمة على التدريب والانضباط.

•    أصدر أنظمة وتشريعات أساسية لتنظيم عمل وزارة الداخلية، مثل قانون الشرطة والأمن العام لعام 1972.

•    نظم المؤتمر العربي الأول لقادة الشرطة والأمن العام (1973) بمشاركة 16 دولة عربية.

•    دعم إدماج المرأة في العمل الشرطي من خلال استحداث وحدة الشرطة النسائية (1978) وإنشاء مدرسة الشرطة النسائية في أبوظبي.

•    ساهم في إزالة الحواجز الحدودية بين إمارات الدولة بعد الاتحاد، تعزيزًا للوحدة الوطنية.

•    وضع القواعد التنظيمية الأولى لاتحاد كرة القدم وأسهم في حصول الإمارات على عضوية الاتحادين الدولي والآسيوي.

دعمه للشباب وعلاقته بالمجتمع

كان الشيخ مبارك بن محمد يؤمن بأهمية الشباب في مسيرة بناء الدولة، ورأى أن إشغالهم بأنشطة نافعة وشيّقة ضرورة لتعزيز انتمائهم وحمايتهم من الفراغ. انعكست هذه القناعة في عمله القيادي داخل الشرطة، حيث عمل على أن تكون علاقتها بالمجتمع، ولا سيما بالشباب، قائمة على الثقة المتبادلة والشراكة. وبفضل رؤيته، تحولت الشرطة إلى مؤسسة مجتمعية داعمة، خلافًا للصورة النمطية السائدة في كثير من الدول، وأصبح حضورها عنصر اطمئنان للشباب والمجتمع بأسره. الجوائز والتكريم

الجوائز والتكريم

نال الشيخ مبارك عدة أوسمة وتقديرات محلية وعربية ودولية، منها:

•    وسام زايد الثاني.

•    وسام عيد الجلوس للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

•    وسام الملك عبد العزيز آل سعود.

•    وسام النهضة الأردني (الدرجة الأولى).

•    وسام عمان من السلطان قابوس بن سعيد.

•    وسام الملك الحسن الثاني.

•    وسام الجمهورية التونسية.

•    وسام قوة دفاع أبوظبي (1966).

•    وشاح الاستحقاق من دولة قطر.

•    وسام الهلال الأحمر الخيري.

إلى جانب العديد من الأنواط والميداليات خلال مسيرته الوطنية.

الإرث والتأثير

استمرت مسيرة الشيخ مبارك بن محمد أكثر من أربعة عقود، عُرف خلالها بدوره المحوري في ترسيخ الأمن والاستقرار وبناء مؤسسات الدولة، إضافة إلى إسهاماته الرياضية والمجتمعية. وقد انعكست جهوده في تأسيس جهاز شرطي حديث، وفي دعم الرياضة الوطنية التي توجت لاحقًا بإنجازات بارزة، منها وصول منتخب الإمارات إلى كأس العالم 1990.

توفي الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان في 24 فبراير 2010، بعد حياة حافلة بالعطاء الوطني، تاركًا إرثًا راسخًا من العمل المؤسسي والقيادة الحكيمة، يشكّل جزءًا أصيلًا من الذاكرة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وسائل التواصل الاجتماعي

حقوق النشر والنسخ 2025 لمؤسسة المباركة. © جميع الحقوق محفوظة

حقوق النشر والنسخ 2025 لمؤسسة المباركة. © جميع الحقوق محفوظة